فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٦) وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ
____________________________________
الاستفراخ ، وهذا لا ينافي قدرة الله على ذلك ، إذ الله يخلق كل شيء ممكن ، وهذا شيء ممكن خلقه سبحانه ، وتفصيل المسألة في كتب الفلسفة.
[٣٧] وإذ بينا لكم مصير المطيع والعاصي فاصرفوا كل طاقاتكم في سبيل الإطاعة ، والاجتناب عن المعصية ، إذ لله وحده (الْحَمْدُ) لأن كل خير منه ، حتى أن الإنسان إذا عمل الخير ، فإنه سبقه جعل الله له القدرة على الخير ، فإنه هو (رَبِّ السَّماواتِ) ما في الجهات العليا (وَرَبِّ الْأَرْضِ) ما في الجهة السفلى ، وإنما جعلت السماوات جمعا والأرض مفردا ، لأن ما نسكنها أرض ، وكل ما سوى ذلك فهو سماوات لأنها أعلى من هذه الأرض ، أما جمع الأرض في الأدعية ، وفي قوله سبحانه (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ) (١) فلملاحظة النسبة (رَبِّ الْعالَمِينَ) كل عالم ، عالم الجن ، وعالم الملائكة ، وعالم الإنسان ، وعالم الحيوان ، إلى غيرها ، وحيث التداخل بين العوالم وبين السماوات والأرض ، لم يأت بالواو في «رب العالمين» وجيء بالجمع العاقل باعتبار تغليب العاقل على غيره لأن العاقل أشرف.
[٣٨] إنه «الله» الذات المستجمع لجميع الكمالات و «رب» ويربي وينمي الأكوان (وَلَهُ الْكِبْرِياءُ) لأنه أكبر من كل شيء ، كبرا معنويا ، وأكبر من أن يوصف (فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فهو القاهر الذي ليس لشيء
__________________
(١) الطلاق : ١٣.