وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ (٥)
____________________________________
وغيرها شركاء لله سبحانه ، وإذ لا دليل لكم من كتاب سابق ، ولا من علم وبرهان ، فاتركوا الأصنام وسائر المعبودات ، واعبدوا إلها واحدا فقط ، وإنما قال سبحانه «أثارة من علم» لأنهم كانوا جهالا وهم أيضا ما كانوا يدعون أنهم علماء ، ولكن الجاهل قد يبقى له بعض العلم والمنطق عن أسلافه.
[٦] (وَ) هؤلاء الكفار الذين يتركون الله سبحانه ويدعون غير الله من الأوثان ، سواء تركوا الله إطلاقا ، أو تركوا الله في الجملة ، بأن أشركوا معه غيره ، لا أحد أكثر ضلالا منهم إذ (مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ) فهو قد ترك السميع المجيب القادر على قضاء حوائجه واتخذ إلهه صنما لا يجيبه (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) ولو دعاه طول حياة الدنيا ، وجعل يوم القيامة غاية مع أن الأصنام لا تجيبهم إلى الأبد وحتى بعد يوم القيامة ، إنما هو لأجل أن هؤلاء يعترفون في يوم القيامة بضلال أنفسهم ، ففي يوم القيامة لا دعوة من باب السالبة بانتفاء الموضوع ، فلا دعوة للكفار حتى يطرح الكلام في أنه هل تجيبهم الأصنام أم لا ، مثل قولهم لا كلمتك إلى أن تموت ، فليس المراد أكلمك بعد الموت ، بل المراد أن موضوع الكلام ينتفي (وَهُمْ) أي تلك الآلهة البشرية أو الحجرية أو الشمس والقمر ونحوها ، وإنما جيء بلفظ العاقل ، لأن بعض المعبودات عقلاء ، أو لأن الكفار لما أنزلوها منزلة العقلاء بعبادتهم لها ، جيء الكلام على منطقهم (عَنْ دُعائِهِمْ) أي دعاء الناس لتلك الأصنام (غافِلُونَ) لأنها جمادات فلا تشعر طلب الكفار منها ، أو عباد مشغولون بأحوال أنفسهم ، فالغفلة كناية عن عدم