وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ (٦) وَإِذا
____________________________________
قضاء حاجة عبادها ، فإذا قضوا حاجة لهم ، فإنما في الحقيقة ، ليست مرد الحاجة لتلك الأفراد بل لله سبحانه.
[٧] (وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ) أي جمعوا يوم القيامة (كانُوا) تلك الأصنام (لَهُمْ) للبشر الذين يعبدونها (أَعْداءً) لأن الأصنام تضر عبادها ، بإدخالهم النار ، كما يفعل العدو بعدوه (وَكانُوا) تلك الأصنام (بِعِبادَتِهِمْ) أي عبادة البشر لها (كافِرِينَ) فإن الله ينطق الأصنام ليظهروا تبريّهم من عبادها ، أو كناية عن أنه لو كان لتلك الأصنام لسان لكفرت بعبادها ، وقد قال الله تعالى في آية أخرى (إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ) (١) ولا مانع من نطق الجماد بقدرة الله تعالى ، وفي الآيات والأخبار دلالة على ذلك كقوله سبحانه (قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) (٢) وقوله سبحانه (فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها) (٣) وقوله عز من قال (فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ) (٤) وقوله سبحانه (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) (٥) إلى غير ذلك ... وحاصل الآيتين الكريمتين أنه لا فائدة في عبادة هذه الأصنام وإنما تضر في الآخرة ، عوض أن تنفع.
[٨] (وَ) هؤلاء الكفار اتخذوا الباطل ، وتركوا الحق وعاندوه ، أما اتخاذهم الباطل فلما سبق من عبادتهم الأصنام ، وأما تركهم الحق فلأنهم (إِذا
__________________
(١) فاطر : ١٥.
(٢) فصلت : ١٢.
(٣) الأحزاب : ٧٣.
(٤) النازعات : ١٥.
(٥) الزلزلة : ٥.