تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (٧) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً
____________________________________
تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا) الدالة على التوحيد والرسالة والمعاد ، في حال كونها (بَيِّناتٍ) واضحات يفهمها كل عاقل (قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) قالوا (لِلْحَقِ) الذي بيّنّا لهم (لَمَّا جاءَهُمْ) واضحا (هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) أي واضح كونه سحرا ، فجعلوا الحق الواضح ، سحرا واضحا ، بسبب عنادهم ، ثم إن الفرق بين السحر والمعجز : أولا : أن العقل يميز بينهما ، فهل أن للكون إلها عالما قادرا سحر؟ وهل أن الصنم والبشر إله خالق؟
وثانيا : إن الإعجاز بدون أدوات ، والسحر يأتي بأدوات. وثالثا : إن الساحر لا يقدر على كل شيء بل على أشياء خاصة ، بينما صاحب الإعجاز على كل شيء مقدور في ذاته.
[٩] إنهم كانوا يقولون أن الآيات سحر ، وكانوا يقولون أن محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم مفتر على الله ، لأنه يدعي أنه نبي من قبل الله ، والحال أنه ليس بنبي (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) «أم» بمعنى «بل» كأنه تعجب من دعواهم أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم مفتر (قُلْ) في جوابهم يا رسول الله لا يمكن أن يفتري البشر على الله ، إذ اللازم على الله أن يفضحه ، فإن العقلاء يحتجون على المفترين بما لا يتمكن من رده ف (إِنِ افْتَرَيْتُهُ) افتريت القرآن (فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً) يقال «يملك الوزير من الأمير» أي أن الأمير إذا أراد شيئا ولم يرده الوزير يتمكن الوزير أن يصرف الأمير عن إرادته ، لكن الإنسان لا يملك أن يصرف الله عن إرادته ، وقد أراد