هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٨) قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ
____________________________________
سبحانه فضح مدعي النبوة كذبا ، لأنه سبحانه نصب الأدلة العقلية على خلافه ، كما نصب الأدلة العقلية على فضح مدعي الطب كذبا ، ومدعي الهندسة كذبا ، لأن الأول لا يقدر على شفاء المرضى ، والثاني لا يقدر على جعل الهندسة لبناء دار ونحوها ، والرسول إن كان كاذبا فهل كان يقدر على جواب كل سؤال وحل كل مشكلة؟ فلو كان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كاذبا ، لا يملك أحد أن يصرف الله عن إرادته في فضح الكاذب ... ثم هددهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله (هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ) تندفعون (فِيهِ) من الشرك وتكذيب آياته والافتراء على رسوله ، وسيجازيكم عليه (كَفى بِهِ) أي بالله (شَهِيداً) شاهدا (بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) يشهد لي بالصدق ، لأنه لم يفضحني ، بالأدلة العقلية ويشهدكم بالانحراف بما قد نصب من الأدلة العقلية المبينة لبطلان المبطل (وَ) لا بأس لكم فإن تبتم تاب الله عليكم لأنه (هُوَ الْغَفُورُ) لعباده التائبين (الرَّحِيمُ) بهم يتفضل عليهم من رحمته زيادة على غفران ذنوبهم.
[١٠] وقد كان كفار مكة يستدلون على عدم رسالة الرسول بأنه لو كان رسولا لزم أن يأتيهم بكل آية يقترحونها من الإعجاز ، عنادا فيهم وتضليلا للسذج ف (قُلْ) يا رسول الله في جوابهم (ما كُنْتُ بِدْعاً) جديدا بديعا (مِنَ الرُّسُلِ) حتى أتاكم بكل ما تقترحونه من الآيات ، فهل كانت الرسل تأتي بكل آية تقترحها عليهم أممهم؟ حتى يأتيكم بمثل أولئك الرسل ، كلما تقترحون من الآيات ، فإن كانت الحجة