وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَيَقُولُ ما هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٧) أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ (١٨) وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا
____________________________________
الرسالة (وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللهَ) يطلبان من الله هدايته ويقولان له (وَيْلَكَ) السوء لك إذا بقيت على هذه العقيدة (آمِنْ) بالله ، فهما يدعوان لإيمانه ، ويطلبان منه الإيمان (إِنَّ وَعْدَ اللهِ) بالبعث (حَقٌ) فلا تكفر به ، ومجرد الاستبعاد وأنه لماذا لم يحشر السابقون ، ليس دليلا على العدم (فَيَقُولُ ما هذا) الذي تقولانه من البعث (إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) جمع أسطورة ، وهي الخرافة ، التي قالها السابقون بدون برهان ودليل.
[١٩] (أُولئِكَ) أمثال هؤلاء الذين كفروا بالله وبالبعث ، ولم يشكروا والديهم فلم يطيعونهما (الَّذِينَ حَقَ) ثبت (عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ) الذي قلناه ووعدنا به بأن من لم يؤمن جزاءه جهنم ، فهم داخلون (فِي أُمَمٍ) جماعات كافرة (قَدْ خَلَتْ) مضت (مِنْ) السابقين (قَبْلِهِمْ مِنَ) كفرة (الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) ولعل ذكر الجن لأجل التهويل (إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ) خسروا دنياهم وآخرتهم ، و «إنهم» إما جملة مستأنفة تحسّريّة ، وإما عطف بيان ل «القول» فمعناه ثبت عليهم أنهم خاسرون.
[٢٠] (وَ) كما أن القسم المؤمن من الناس نوفيهم أعمالهم بإدخالهم الجنة كذلك هؤلاء الكافرين نوفيهم أعمالهم ف (لِكُلٍ) من القسمين (دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا) إذ الأشد إيمانا والأحسن عملا درجته فوق ذي