أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ (١٦) وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي
____________________________________
حين بلوغه أربعين سنة ، وإنما لم تختم الآية الإنسان ، إلى حين الموت لبقاء فجوة في النفس ، كما هي العادة في الألواح الجميلة ، ليذهب الخيال كل مذهب.
[١٧] (أُولئِكَ) الأفراد الذين هذه صنعتهم من العبادة والشكر والدعاء (الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا) أي بقبول أحسن ، لا أن أعمالهم الأحسن فقط تقبل ، فهو من باب «القلب» مثل : عرضت الناقة على الحوض (وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ) فلا يجازون بها ، فهم يكونون (فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ) وقد وعدنا بذلك (وَعْدَ الصِّدْقِ) لا خلف فيه بل صادق مطابق للواقع (الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ) «الذي» صفة «وعد» فهؤلاء حسناتهم مقبولة وسيئاتهم مغفورة ، ومقرهم الجنة.
[١٨] (وَ) بالعكس من هذا القسم من الإنسان المؤمن الشاكر لله ولوالديه القسم الثاني من الإنسان (الَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ) لما كبر وعقل (أُفٍّ لَكُما) فهو كافر بهما ، وكافر بعقيدتهما التي هي التوحيد ، فقد جمع بين الكفرين ، و «أف» كلمة «تضجر» و «إهانة للمخاطب» (أَتَعِدانِنِي) ـ من الوعد ـ (أَنْ أُخْرَجَ) بعد الموت ، من قبري للحساب (وَ) الحال أنه (قَدْ خَلَتِ) مضت (الْقُرُونُ) والسنوات الكثيرة (مِنْ قَبْلِي) فلم يرجع أحد من الأموات ، وإنكار البعث مستلزم لإنكار الألوهية وإنكار