أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (١٥)
____________________________________
أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَ) فإن قوة الشباب ذهبت احتاج الإنسان إلى الاستعانة بالله أكثر في التوفيق للشكر ، ولأن حالة الحدة تأخذ مجراها إلى الإنسان فهو يكون أبعد من الشكر ، لأن مشكلات الحياة تستفزه فيكون أقرب إلى الكفران ، والشكر للنعمة التي كانت على الوالدين ، نوع إطاعة لله وإحسانه إليها (وَ) أوزعني (أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ) فأريد منك يا رب أن توجه قلبي ولساني بالشكر ، وجوارحي بالعمل الصالح (وَ) يا رب أدعوك أن (أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي) اجعلهم صالحين ، و «في» باعتبار أن الصلاح يقع فيهم ، و «لي» باعتبار أن صلاح الذرية عائد إلى الوالدين ، سمعة وثوابا ، ولعل الإتيان بهذه الجملة هنا للدلالة على أن الإحسان إلى الأبوين يؤثر في إحسان الذرية للإنسان ، فصلاح الإنسان يسبب صلاح الذرية ، أما ما سلف مني من المخالفة ف (إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ) يا رب وأستغفرك عن ذلك (وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) لك أعترف بذلك ، ليكون الإنسان أقرب إلى التواضع ، فالإنسان الحسن هو الذي عبد الله ولم يشرك به ، وأحسن إلى والديه من حين بلوغ أشده إلى حين أربعين سنة ، وحيث فقد الوالدين ببلوغ الأربعين دعا لهما ، واعترف بفضلهما ، وطلب من الله أن يعينه في المستقبل «حالة ضعفه» أن يشكره كما كان يشكره سابقا ، وطلب منه إصلاح ذريته .. وقد صبت هذه الحقيقة في هذا القالب البلاغي الرائع الذي يمشي بالإنسان من حين حمل الأم له إلى