حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ
____________________________________
فيقدم لهما قطعة من الحسن ، أي أحسن الأعمال ، حتى كأن العمل ذات الحسن واللازم أن يخص الأم بزيادة الإحسان لزيادة أتعابها في سبيله (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً) كارهة الحمل لمشقته في أغلب أوقات الحمل ، بل وكثيرا ما في أوله أيضا حيث الاضطرابات التي تطرأ على المرأة عند الحمل ، وحيث الحزن النفسي من أتعاب الحمل والطلق وغير ذلك (وَوَضَعَتْهُ) حين الولادة (كُرْهاً) لمشقات الولادة فهي كارهة (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) فإن الحمل ستة أشهر على الأقل ، والإرضاع سنتان فالمجموع ثلاثون شهرا ، تعاني فيها الأم مشاكل جمة من جهة الولد ، هذا بالإضافة إلى المشاكل في المستقبل التي تعانيها بسبب رعاية الولد وعنايتها به ، أليس بعد هذه الأتعاب تستحق الأم الإحسان إليها من جانب الأولاد ، وهنا ينقسم الأولاد إلى قسمين قسم يعمل بوصيتنا له في الإحسان إلى أبويه ، وقسم لا يعمل ، كما انقسم الناس أمام الله سبحانه إلى قسمين قسم مؤمن ، وقسم كافر ، فالقسم المطيع يكون حاله (حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ) استحكم قوته البدنية والعقلية ، كأن يشدّ من التبعثر ، وبهذا البلوغ يتمكن عقله من الفهم على وجوب الإحسان إليهما ، ويتمكن بدنه من القيام بخدمتهما (وَ) هذه الحالة تمتد حتى (بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً) حيث القوة البدنية تأخذ بالضعف ، وحيث أن الغالب موت الأبوين قبل بلوغ الولد ذلك ، فلا حاجة لهما إلى خدمة الولد (قالَ) الإنسان يا (رَبِّ أَوْزِعْنِي) ألهمني وخذ أمامي حتى لا أنحرف عن الجادة ، فإن معنى وزعه : منعه (أَنْ