قالُوا أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٢) قالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ وَأُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (٢٣) فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا
____________________________________
[٢٣] (قالُوا أَجِئْتَنا) يا هود (لِتَأْفِكَنا) لتصرفنا (عَنْ) عبادة (آلِهَتِنا) فإنا لا نؤمن بك ، فجوابهم لهود عليهالسلام لم يكن تقليدا بحتا ، وضلالا ، بدون حجة وبرهان ـ كما هو شأن كل جاهل معاند ـ (فَأْتِنا بِما تَعِدُنا) من العذاب على الشرك (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) في كلامك وقد قالوا ذلك له على سبيل الاستهزاء.
[٢٤] (قالَ) هود عليهالسلام (إِنَّمَا الْعِلْمُ) في وقت عذابكم (عِنْدَ اللهِ) فليس الأمر بيدي حتى أطلب الآن العذاب (وَ) أما أنا فشأني أن (أُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ) وقد فعلت ذلك (وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ) لأنكم تتركون الحجة التي أتيت بها إليكم وتأخذون بالعناد ، ولا بد أن يأتي يوم ينزل عليكم العذاب حيث لا ينفع الندم.
[٢٥] حتى إذا بلغوا كل مبلغ من العتو وأخبرهم هود بوقت عذاب الله ، وكانت بلادهم خصبة فأصابهم القحط ، ولم ينفعهم ذلك أيضا في رجوعهم ، فلا الحجة أفادت ، ولا أرضاهم الذي منّ الله به عليهم ، ولا القحط الذي أصابهم ، فاستحقوا العقاب (فَلَمَّا رَأَوْهُ) رأوا العذاب وكان ريحا سوداء لاحت لهم من الأفق (عارِضاً) أي شيئا كالسحاب ذي المطر عرض في أفق السماء (مُسْتَقْبِلَ) متوجهة (أَوْدِيَتِهِمْ) جمع وادي ، الصحراء التي تسيل فيها السيول (قالُوا) جهلا منهم بحقيقة