وَلَقَدْ أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرى وَصَرَّفْنَا الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢٧) فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ قُرْباناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢٨)
____________________________________
مخالف لا بد وأن ينال عذابه (وَلَقَدْ أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ) ما في أطرافكم يا أهل مكة (مِنَ الْقُرى) كقرى قوم هود ، وقوم صالح ، وقوم لوط ، وغيرها (وَ) قد (صَرَّفْنَا الْآياتِ) التي تنبههم من الرخاء والبلاء والإعجاز ، والتصريف جعل الشيء من حالة إلى حالة ، فسبب التنبيه لهم صار عدة مرات (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) لكنهم لم يرجعوا عن غيهم فأخذهم العذاب ، حتى يروا جزاء أعمالهم ، وحتى يعتبر بهم البشر الآتون بعدهم إنهم إذا خالفوا كان مصيرهم مصير أولئك.
[٢٩] فلو كانت تلك الأصنام آلهة ، كما كان يزعم قوم هود عليهالسلام (فَلَوْ لا) لماذا (نَصَرَهُمُ الَّذِينَ) أي الأصنام ، وجيء لهم بضمير العاقل ، لأن عبادها كانوا يزعمون أن تلك الأصنام عقلاء (اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ قُرْباناً) أي يتقربون بهم إلى الله ، حيث كان الكفار يقولون «هؤلاء شفعاؤنا عند الله» (آلِهَةً) مفعول «اتخذوا» (بَلْ ضَلُّوا) وغابوا تلك الأصنام (عَنْهُمْ) عن نصرة أولئك القوم ولذا لم ينصروهم ساعة نزول عذاب الله (وَذلِكَ) الأثر أي العذاب ، عاقبة (إِفْكُهُمْ) وكذبهم ، فإن الأصنام لم ينصروهم ، بل هي تلك الأصنام صارت سبب بلائهم وعذابهم (وَ) ذلك سبب افترائهم وقوله سبحانه (ما كانُوا يَفْتَرُونَ) يؤول بالمصدر ، أي افتراءهم ، ف «إفكهم» أي عدولهم