وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (٢٩) قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى
____________________________________
عن الحق ، و «افتراءهم» أي لجوءهم إلى الباطل فإن كل مبطل له عملان انصرافه عن الحق ، واتخاذه الباطل ، لا يقال كل مؤمن يقتل كالأنبياء والحسين عليهمالسلام وغيرهم ، أيضا لا ينصرهم الله تعالى لإنقاذهم من أيدي الظلمة ، لأنه يقال أولئك عذبوا بالعذاب السماوي ولو كانت آلهتهم مربوطة بالسماء لم يعذبوا ، بخلاف الصالحين فإنهم قتلوا بأيدي الأشرار.
[٣٠] (وَ) كيف يكفر أهل مكة بك يا رسول الله ، وقد تمت عليهم الحجة ، وإنهم علموا بإيمان الجن بك ، وقد علم الكفار إيمان الجن ، بواسطة كهنتهم ، وهذه حجة أخرى عليهم (إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً) وجهنا إليك جماعة (مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ) حضروا قراءة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم للقرآن (قالُوا) قال بعضهم لبعض (أَنْصِتُوا) اسكتوا حتى نفهم القرآن فهما كاملا (فَلَمَّا قُضِيَ) انتهى الرسول من قراءته (وَلَّوْا) رجعوا (إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) لهم بأنهم إن لم يؤمنوا بالقرآن حاق بهم العذاب.
[٣١] (قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى) عليهالسلام ولعل أولئك الجن ما كانوا مؤمنين بعيسى عليهالسلام ، لأن في الجن ، كما في الإنس أديان ومذاهب ، أو لأن كتاب عيسى عليهالسلام متمم لكتاب موسى أو لأن اليهود كانوا قريبين من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيتمكن الكفار من الاستفسار منهم هل هناك جن مؤمنون ، فذكر موسى عليهالسلام من هذا الباب ، في