مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (٣٠) يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٣١) وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ
____________________________________
حال كون ذلك الكتاب (مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ) لما قبله من الكتب المنزلة (يَهْدِي إِلَى الْحَقِ) الحق هو المطابقة للواقع (وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) فإن الوصول إلى الهدف «الحق» قد يكون بطريق مستقيم ، وقد يكون بطريق غير مستقيم.
[٣٢] (يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ) الداعي الذي هو رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والإضافة تشريفيّة (وَآمِنُوا بِهِ) الإجابة أن يذهب الإنسان ليسمع كلام المنادي ، والإيمان هو قبول كلامه ، فإذا فعلتم ذلك (يَغْفِرْ) الله (لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ) بعضها ، لأن حقوق الناس لا تسقط بالإيمان ، إلا بقدر خاص مذكور في الفقه ، فإذا كان الكافر مديونا لزيد في شراء دار وأنكر ذلك ، وآمن لم يجبه الإسلام ، إلى غير ذلك (وَيُجِرْكُمْ) يحفظكم (مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) مؤلم ، في الدنيا وفي الآخرة إذ خلاف أوامر الله يوجب آلام الدنيا أيضا.
[٣٣] (وَ) لا يظن ظان أنه يمكنه الهرب من عذاب الله ، إذا لم يؤمن بالله فإنه (مَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللهِ) ولم يؤمن به (فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ) لا يعجز الله بأن يهرب منه ، ولا يتمكن الله عليه فإنه لا يمكن الفرار من حكومته (فِي الْأَرْضِ) أي مكان من الأرض كأن شمله سلطان الله ، فإن المجرم بالنسبة إلى الحكومة لا يعجزها في مدينة الحكومة ،