وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٣٢) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٣٣)
____________________________________
وتعجز الحكومة في سائر الأرض ، بخلاف المخالفين لله فإنهم لا يعجزون الله في أي مكان من الأرض (وَ) لا يظن المخالف لله ، أن صنمه ينقذه من بأس الله إذ (لَيْسَ لَهُ) لذلك المخالف (مِنْ دُونِهِ) غير الله (أَوْلِياءُ) ينصرونه من بأسه سبحانه (أُولئِكَ) المخالفون لله (فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) واضح ، لأنهم لا دليل لهم ، ثم هم في معرض الهلاك والعذاب ـ وهذا كله كلام الجن ـ.
[٣٤] ثم إن هؤلاء الكفار ، بالإضافة إلى أنه لا برهان لهم على كفرهم ، في معرض خطر عذاب الآخرة ، وإنكارهم للبعث لا يستند إلى حجة ودليل ، فهم ينكرون الله أو يشركون به بدون دليل ، وينكرون الرسول بدون دليل ، وينكرون البعث بدون دليل (أَوَلَمْ يَرَوْا) ألا يعلموا (أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ) لم يعجز (بِخَلْقِهِنَ) حتى لا يقولوا انه خلق أولا ، لكنه عجز بعد ذلك فلا يقدر على الإعادة ، والدليل على عدم العجز ، التلازم بين الخلق واستمرار القدرة (بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) لأن الإعادة كالابتداء ، فالقادر على بناء دار قادر على إعادتها بعد الخراب ـ مثلا ـ (بَلى) ـ نعم (إِنَّهُ) سبحانه (عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) وهذه الجملة لتأكيد الكلام في قبال أن الكفار كانوا يؤكدون عدم البعث ، لأنه ليس بممكن في نظرهم ، ثم إن البعث