فَأَوْلى لَهُمْ (٢٠) طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ (٢١) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ (٢٢)
____________________________________
عند شدة الخوف ومثل هؤلاءفالموت أولى (لَهُمْ) من الحياة ، وهذا دعاء عليهم بالهلاك.
[٢٢] إن المنافقين قالوا قبل نزول سورة القتال (طاعَةٌ) أي نحن مطيعون (وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ) أي كان قولهم قولا معروفا ، حول الجهاد (فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ) أي صار الجهاد عزما وجدّا بنزول السورة في شأنه ، انسحب المنافقون عن الميدان ، فعصوا عوض الطاعة ، وأخذوا يتكلمون بما لا يليق بإنسان مؤمن أن يتكلم بمثله عوض «قول معروف» كانوا يتكلمون به سابقا ، وهذه الآية تفسير للآية السابقة (وَيَقُولُ الَّذِينَ ...) «فإذا نزلت ...» (فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ) فيما زعموا من الحرص على الجهاد ، بأن أطاعوا عند نزول حكم القتال (لَكانَ) الصدق (خَيْراً لَهُمْ) في دينهم ودنياهم.
[٢٣] وحيث أنهم هربوا من القتال ، أخذوا يغيّبون أنفسهم في القرى وغيرها لئلا يكونوا بحضور المؤمنين وأخذوا يفسدون بالطعن في الرسول وفي أرحامهم المؤمنين الملتفين حوله ليبرروا موقفهم في الابتعاد عن الرسول وعن المؤمنين ، كما هو شأن كل منافق يبتعد عن القيادة ويخالف الإطاعة (فَهَلْ عَسَيْتُمْ) هل يتوقع منكم إلا هذا ، فإن «عسى» بمعنى الاحتمال القريب الوقوع (إِنْ تَوَلَّيْتُمْ) عن الجهاد (أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) بالطعن في الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والمؤمنين (وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) الذين التفوا حول الرسول وأطاعوا أوامره ،