(أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ (٢٣) أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها (٢٤) إِنَّ الَّذِينَ
____________________________________
وهذه الصفة تنطبق على كل من يتولى عن القيادة الإسلامية الصحيحة في كل زمان ومكان.
[٢٤] (أُولئِكَ) الذين تلك صفاتهم ـ وإن كانوا مؤمنين حسب الظاهر ـ هم (الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ) فأبعدهم عن كل خير ، بسبب انحرافهم عن جادة الإيمان (فَأَصَمَّهُمْ) الله عن استماع الحق (وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ) عن رؤية الحق ونسبة الفعلين إلى الله ، بينما أنه بأنفسهم صموا أسماعهم وغمضوا أعينهم عن الحق ، من جهة أن الله تركهم وشأنهم ، كما يقال أفسد الوالد ولده ، إذ تركه وشأنه حتى فسد.
[٢٥] (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ) هؤلاء المنافقون (الْقُرْآنَ) ليفهموا أن الله جازى المخالفين من الأمم السابقة بعقاب الدنيا وعذاب الآخرة ، لعلهم يردعون عن غيّهم (أَمْ عَلى قُلُوبٍ) قلوبهم (أَقْفالُها) فلا يمكنهم التدبر؟ أي يقدرون فلا يتدبرون ، أم لا يقدرون؟ وهذه عبارة بلاغية تقال في مورد كناية عن أن الطرف معاند لا ينفع معه الوعظ والإرشاد ، كما يقال «لمن سقط في البئر» هل غمضت عينيك أم أنت أعمى؟ ولعل تنكير القلوب لأجل إفادة ابتعادها حتى كأنها نكرة ، وإضافة الأقفال إليها ، لبيان أن للقلوب أقفال خاصة ، هي التعامي والعناد ، مما يسبب عدم نفاذ العلم والفضيلة فيها.
[٢٦] وليعلم هؤلاء المنافقون الذين يفرون من القتال ، أن الشيطان صار قائدهم ، بعد أن كانوا تحت سلطان الله الخالق العظيم ، فهم انساقوا وراء عدوهم (إِنَّ الَّذِينَ