لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ (٣٢) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (٣٣) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ (٣٤)
____________________________________
(لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً) بكفرهم وصدهم (وَسَيُحْبِطُ) الله (أَعْمالَهُمْ) يبطلها فلا يعطيهم جزاء حسنا لصدقتهم وعتقهم وإقرائهم الضيف ونحو ذلك ، فهم ضروا أنفسهم ولم يضروا الله ، بينما كانوا يزعمون أنهم ينفعون أنفسهم ويضرون الله.
[٣٤] ف (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إذا علمتم أن المخالفة تعود بالضرر على المخالف (أَطِيعُوا اللهَ) في أوامر القرآن (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) فيما يأمر (وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) الصالحة بسبب العصيان فإن العصيان يحبط العمل الصالح.
[٣٥] وليعلم الكفار أن باب التوبة لهم مفتوح ، فإذا رجعوا إلى الإيمان والطاعة ، غفر الله لهم (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ثُمَ) آمنوا وعملوا صالحا أعطوا جزاء إيمانهم وكل عمل صالح سبق إيمانهم أو لحقه ، أما إذا (ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) لأنه لا ينفع الإيمان والندم بعد الموت وقد ذكرنا سابقا أن العناد على الكفر يوجب تبدل الجوهر إلى الناري الذي لا يبدله بعد الموت إلى الجوهر النوري ، ولذا لا غفران لمن مات بكفر ، أو رأى الموت بعينه ، كما ذكره سبحانه بقوله (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ). (١)
__________________
(١) النساء : ١٩.