وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ (٣١) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى
____________________________________
[٣٢] ثم لا يظن المؤمنون أنهم بمعزل عن الاختبار ، وإن الاختبار أسقط المنافقين ، وأظهر طيب جوهر المؤمنين ، وانتهى كل شيء ـ كما يزعم ذلك من نجح في الامتحان الأول غالبا ـ (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) أي نمتحنكم أيها المؤمنون (حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ) من غير المجاهدين ، إذ لا يكفي الامتحان الأول بالإيمان في ترك الإنسان وشأنه ، وقوله «حتى نعلم» أي يقع علمنا على الخارج ، أي يصل العلم إلى مرتبة الفعلية بعد أن كان الله عالم لكل ذلك من قبل (وَالصَّابِرِينَ) إذ من الممكن الشروع في الجهاد ، لكن لا يصبر عليه المجاهد (وَ) حتى (نَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ) أي نمتحن أخباركم ، فإنه كما يمتحن الإنسان بالجهاد ونحوه ، يمتحن خبره هل أن من يصل إليه خبر المجاهد وغير المجاهد ، يتبع المجاهد أو غير المجاهد ، وامتحان الخبر كناية عن امتحان من يصل إليه الخبر ، مجازا.
[٣٣] ثم إن الكفار والمنافقين يظنون أنهم يضرون الله وينفعون أنفسهم ، والحال أنهم لا يضرونه بل يضرون أنفسهم بحبط أعمالهم (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) ظاهرا وباطنا ، أو باطنا فقط كالمنافق (وَصَدُّوا) منعوا الناس (عَنْ سَبِيلِ اللهِ) بأن جعلوا الناس في الطرق المنحرفة ، حيث الناس ـ إذا كانوا هم بأنفسهم ـ مشوا في سبيل الله المستقيم (وَشَاقُّوا الرَّسُولَ) هم في شق «أي طرف» والرسول في شق (مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ) ظهر (الْهُدى) إذ قبل إتمام الحجة عليهم لا يحبط أعمالهم الصالحة