إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ (٣٧) ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ
____________________________________
بل شيئا يسيرا منها كالخمس والزكاة وهي لمنفعتكم أيضا.
[٣٨] وإنما لا يسأل الله كل أموالكم «أي غير الضرورية لكم» مع أن سؤال كل الأموال أولى لما فيه من توسعة رقعة الإسلام ومن إنقاذ الناس من براثن المستكبرين؟ لأنه (إِنْ يَسْئَلْكُمُوها) أي كل الأموال (فَيُحْفِكُمْ) فيبالغ في الطلب ، فإن الإحفاء بمعنى المبالغة (تَبْخَلُوا) عن عطاء الكل (وَيُخْرِجْ) الطلب (أَضْغانَكُمْ) أحقاد صدوركم ، وليس المراد أن الضغن كامن فيظهر ، بل هو من قبيل إخراج النبات أي أوجده ، والحاصل أن طلب كل المال ، وإن كانت فيه مصلحة إلا أنه تركه سبحانه ، لأن أضراره أكثر من منافعه فهو من قبيل «لو لا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك».
[٣٩] وإذ مهد الجو ، بذكر أن الحياة زائلة فلا ينبغي للإنسان أن يتعلق بها ، وأن الله لا يريد كل أموالكم صار المجال لإظهار وجوب دفع بعض المال ، وليس ذلك لأمر شخصي ، بل لإقامة حكم الله وفي سبيل الله (ها) للتنبيه (أَنْتُمْ) أيها المؤمنون (هؤُلاءِ) أي هم الذين ـ والإتيان بهذه العبارة لجلب الانتباه أكثر فأكثر ـ (تُدْعَوْنَ) يدعوكم الله ، ولعل الإتيان بالمجهول ، لئلا يكون رده من البخلاء ردا على الله مباشرة؟ إذ قال «يدعوكم الله» (لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) للغزو ولمصالح المسلمين ولسد عوز المحتاجين (فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ) فلا يعطي أو يعطي أقل من الحق الواجب عليه (وَ) اعلموا أن (مَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ)