وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ (٣٨)
____________________________________
لأن ضرر البخل عائد عليه ، فكان البخل عن النفس من قبيل «منع عن نفسه الخير» وإنما يعود ضرر البخل إلى الإنسان نفسه ، لأن مجتمع البخلاء لا ينمو وإذا لم ينمو المجتمع تضرر الجميع ، بما فيهم البخيل نفسه (وَ) لا يزعم أحد أن الله إنما يطلب المال لأنه فقير ، وأن الذين يطلب منهم أغنياء؟ ف (اللهِ) هو (الْغَنِيُ) ، إنه يملك كل الكون ، ويملك ان يخلق كل شيء بإرادته ، فهل مثله فقير؟ (وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ) حتى أنكم تحتاجون في استمرار حياتكم إليه تعالى ، وهل مثل هذا الإنسان يسمى غنيا؟ بل إنما يطلب منكم المال ليمتحنكم ، وليعود نفعه إليكم (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا) فلا تنفقون (يَسْتَبْدِلْ) الله بكم (قَوْماً غَيْرَكُمْ) يقيمهم مقامكم ، فإن الخير يلتف حوله الناس ، وإنما المهم أن يكون الإنسان من أهل الخير (ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ) في المخالفة لأوامره سبحانه ، ومن الطبيعي أن تأتي الأجيال اللاحقة لتعتبر بنواقص الأجيال السابقة فيكملوها فلا يكونوا أمثال أولئك السابقين.