اللهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (١٥) وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ (١٦)
____________________________________
الاحتجاج ، وظهر الحق ، واضحا جليا ، إذ الاحتجاج إنما يكون قبل ظهور الحق ، أما بعده ، فلا فائدة فيه (اللهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا) للحساب يوم القيامة ، حتى يظهر هناك ، من المحق ، ومن المبطل (وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) أي إلى ثوابه وعقابه ، فالمؤمنون مصيرهم نعيم الله سبحانه وجنانه والكافرون مصيرهم سخط الله ونيرانه.
[١٧] (وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللهِ) في ذاته ، أو صفاته (مِنْ بَعْدِ) تلك الحجج الواضحة ، وقد (ما اسْتُجِيبَ لَهُ) استجاب للدعوة الزمرة المؤمنة (حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ) أي باطلة زائفة ، إذ الاحتجاج بعد تمام الدليل ، والتفات المؤمنين حول الدعوة لا قيمة له ، نعم لو لم تثبت الحجة ، أو لم يكن هناك جماعة مستجيبة ، يأوي إليها الإنسان من شر الخصوم والعداء ، لكان لهم بعض الحق ، في الجدل والخصومة ، أما وقد بان الطريق ، وسلكه الناس ، فلا حجة ، لمن لا يسلك (عِنْدَ رَبِّهِمْ) وإن كان بعض الناس يعطيهم الحق في بقائهم على الكفر ، ولكن عند الله سبحانه ، وفي حسابه لا حق لهم ، ولا مفهوم لقوله «من بعد ما استجيب له» بل ذلك بيان لشدة ضلال هؤلاء ، حتى أنه بعد الاستجابة ، يبقون على كفرهم وضلالهم (وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ) من الله سبحانه (وَلَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) يوم القيامة ، أو أعم منه ، ومن الدنيا ، وحيث إن الله سبحانه ، ليس غضبه ، بمعنى ما فينا ـ مما هو ملازم للنفس ـ كان معناه نتيجة الغضب ، وهو الانتقام ، وذلك أعم من