اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزانَ وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (١٧) يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ
____________________________________
العذاب الشديد ، فلا يقال بأنه موجب للتكرار.
[١٨] (اللهُ) الذي يحاجون فيه ، هو من أنزل الشريعة وبيده المعاد ، وهل يحاج الإنسان في جاعل النظام ، وإليه مصير الأنام؟ فإن الله هو (الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ) أي القرآن (بِالْحَقِ) أي إنزالا بالحق ، ولأجل إقامة الحق ، فلا الإنزال بالباطل ، كإنزال الشياطين على الكهنة ، ولا المنزل باطل ، كما لو أمر صاحب الدار بخراب داره ، فإن له الحق في الإنزال ، لأنه صاحب السلطة ، لكن ليس له حق في الأمر المنزّل ، وهو خراب الدار (وَ) أنزل (الْمِيزانَ) الذي يوزن به بين الحق والباطل في العقائد ، والأعمال والأقوال (وَما يُدْرِيكَ) يا رسول الله ، أي من أين تدري ـ وهذا للتهويل ـ أو المراد ، ما يدريك أيها المخاطب (لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ) أي القيامة ، فلا يغر الإنسان ، ما يراه من الأمن والسلامة ، فلعل محكمته قربت ، فاللازم أن يكون الإنسان على خوف ووجل منها.
[١٩] (يَسْتَعْجِلُ بِهَا) أي يطلبون عجلة الساعة ، بأن تأتيهم عاجلا (الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها) وإنما استعجالهم على وجه الاستهزاء والسخرية ، كما يسخر غير المؤمن بالساعة إذا ذكّر بها (وَالَّذِينَ آمَنُوا) بالله ورسوله والمعاد (مُشْفِقُونَ) أي خائفون (مِنْها) أي من الساعة ، لما يعلمون من أهوالها ، ولخوفهم ، بأن يكونوا قد قصروا ، فيسألهم عقابها ونكالها (وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا) أي الساعة (الْحَقُ) الذي لا كذب فيه مقابل