هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (١٤) أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ (١٥) اصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٦) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (١٧)
____________________________________
مفعول مطلق لتأكيد العنف في سوقهم إلى جهنم.
[١٥] ويقال لهم (هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ) وكنتم تقولون أن ما جاء به محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم سحر لا أصل له.
[١٦] (أَفَسِحْرٌ هذا) الذي ترونه في النار؟ يقال لهم ذلك تبكيتا (أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ) أن هذه نار؟ كما كنتم تقولون في الدنيا ، إنا لا نراك (وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ) (١).
[١٧] (اصْلَوْها) ذوقوا النار (فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا) بأن تجزعوا (سَواءٌ عَلَيْكُمْ) أي الصبر وعدمه ، فأيهما لا يخفف من عذابكم (إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ظاهره نفس عملكم إذ قد ذكرنا في بعض السور أن نفس العمل صار جزاء كما أن نفس البيضة والنواة تصير فرخا وشجرة ، ومن الواضح أن في مثل هذا المقام لا فرق بين الصبر والجزع ولعل هذا الكلام للكفار ، جزاء لما كانوا يقولونه للأنبياء إنهم لا يقبلون كلامهم في كل الأحوال ، فجزاؤهم النار في كل الأحوال.
[١٨] وفي مقابل هؤلاء المكذبين المصدقون ف (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ) النعمة الباطنية «الجنة الظاهرية» كما أن الكفار في ألم النار
__________________
(١) فصلت : ٦.