إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (٢٨) فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ (٢٩) أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (٣٠) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ
____________________________________
النار النافذة في المسام وثقب الجسد.
[٢٩] (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ) في دار الدنيا (نَدْعُوهُ) ندعو الله سبحانه ، ولا ندعو غيره (إِنَّهُ) سبحانه (هُوَ الْبَرُّ) المحسن (الرَّحِيمُ) ، ولذا أحسن إلينا ورحمنا ، رحمنا فلم يعذبنا بذنوبنا ، وأحسن إلينا بإعطائنا أزيد من استحقاقنا.
[٣٠] (فَذَكِّرْ) يا رسول الله الناس بالعقائد الصحيحة ولا يمنعك من الاستمرار في التذكير سبهم لك واتهامهم إياك بأنك كاهن أو مجنون (فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ) بسبب إنعامه الذي أعطاك تعالى (بِكاهِنٍ) متصل بالجن يخبره بعض الأخبار الغائبة عن الحواس (وَلا مَجْنُونٍ) دخل فيه الجان فأخذ يتكلم ببعض المغيبات ـ كما كانوا يتهمون الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بهذين الأمرين ـ.
[٣١] (أَمْ يَقُولُونَ) بل يقولون أن محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم (شاعِرٌ) إذا رأوا عدم قبول الناس افترائهم الأول «إنه كاهن أو مجنون». (نَتَرَبَّصُ بِهِ) أي نصبر وننتظر (رَيْبَ الْمَنُونِ) أي ما يقلق النفوس من حوادث الدهر ، فإذا احتفت به المشاكل انقلع عن دعواه النبوة ، أو المراد بالمنون الموت.
[٣٢] (قُلْ) لهم يا رسول الله (تَرَبَّصُوا) انتظروا (فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ