وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى (٢٠) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى (٢١) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى (٢٢) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ
____________________________________
يعبدهما قريش.
[٢١] (وَمَناةَ) الصنم (الثَّالِثَةَ الْأُخْرى) ولعلها أخرى في المرتبة عندهم؟
أقول : وحذف الجواب لزيادة الاستهجان ، فهو كما يقال «لزيد مليون دينار» ثم يقال أرأيتم كم لعمرو من الدنانير؟ «فيما كان له ثلاثة دنانير مثلا» فإن قوله : أرأيت ، يراد به الاستهجان ، وبيان عدم المقايسة بين الأمرين.
[٢٢] ثم استهجن القرآن كلاما أخرا للمشركين ، وهو قولهم أن الملائكة بنات الله فقال (أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ) سبحانه (الْأُنْثى) فقد كانوا يزعمون بأنهم مخصصون بالأولاد الذكور ، ولا ولد ذكر الله تعالى ، ويحتمل أن يراد أنكم تكرهون الإناث ، فكيف جعلتم الأصنام الثلاثة «وكانوا يزعمون أنهم إناث» شركاء الله تعالى.
[٢٣] (تِلْكَ) القسمة بينكم ف «لكم الذكر» وبين الله «وله الأنثى» (إِذاً) إذا كان كما زعمتم (قِسْمَةٌ ضِيزى) جائرة ، من ضاز يضيز ، إذا جار.
[٢٤] (إِنْ هِيَ) ما تلك الأصنام الثلاثة (إِلَّا أَسْماءٌ) أي تسميتها بالألوهية اسم مجرد لا حقيقة تحت هذا الاسم ف «هي» محل ، أطلق ، وأريد به «الحال» لأن «الاسم» حال ، و «الصنم» محل (سَمَّيْتُمُوها) مجرد تسمية (أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ) من قبل ، وإلا فهل الأصنام آلهة؟ (ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ) من حجة وبرهان ، وإنما هوى أنفسهم مع تلك