مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (٢٢) ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ
____________________________________
مُشْفِقِينَ) أي خائفين (مِمَّا كَسَبُوا) إذ يتجلى هناك لهم ، أن أعمالهم أثمرت النيران والنكال (وَهُوَ) أي ما كسبوا ـ والمراد جزائه ، إلا أن يقال بتجسيم الأعمال ـ (واقِعٌ بِهِمْ) قطعا فلا مفر لهم منه (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أي الأعمال الصالحة فصحت عقيدتهم وعملهم (فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ) الروضة هي الأرض الخضرة ، بحسن النبات ، والجنة الأرض التي يحفها الشجر ، ويجنها عن الشمس والأبصار (لَهُمْ ما يَشاؤُنَ) من أنواع الملاذ (عِنْدَ رَبِّهِمْ) فلهم شرف القرب المعنوي من الله سبحانه ، كما أن لهم ما يشتهون من الملذات الجسمية (ذلِكَ) الثواب الذي ينعم الله سبحانه عليهم به (هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) الذي تفضل الله سبحانه عليهم ، وإلا فالإنسان مهما كان عمله ، لا يستحق على الله سبحانه شيئا.
[٢٤] (ذلِكَ) الثواب والفضل الكبير ، هو (الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ) به (عِبادَهُ) الصالحين (الَّذِينَ آمَنُوا) بالله ورسوله (وَعَمِلُوا) الأعمال (الصَّالِحاتِ) فليرغب فيه الناس ، والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لا يطلب عوض هذه البشرى ، وهذه الهداية المنتهية إلى تلك النعم ، وذلك الفضل الكبير مالا وأجرا ، وإنما يريد من الناس أن يوالوا أقربائه ، فاطمة والأئمة الأطهار ، وذلك ليس له أيضا ، وإنما لهم ، إذ إن الأئمة عليهمالسلام