وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (٢٠) أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٢١) تَرَى الظَّالِمِينَ
____________________________________
ضعف (وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا) بأن عمل وكد واجتهد للدنيا فقط ، بدون لحاظ للآخرة في عمله (نُؤْتِهِ) أي ذلك المريد (مِنْها) أي من الدنيا (وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) لأنه لم يزرع حتى يحصد.
[٢٢] لقد تقدم ، أن الدين شرع الله سبحانه الذي بشر به الأنبياء جميعا ، أما طريقة هؤلاء الكفار ، فمن ذا الذي شرعها لهم ، بعد أن لم يأذن بها الله سبحانه؟ (أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا) أي هل لهؤلاء الكفار أصنام شرعوا ونهجوا تلك المنهاج (لَهُمْ مِنَ الدِّينِ) والطريقة في العقيدة ، والعمل (ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ)؟ وهذا سؤال استنكاري ، أي كيف يحق لهم أن ينهجوا نهجا لم يأذن الله سبحانه به؟ (وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ) أي الكلمة التي قالها الله سبحانه ، في شأن تأخير العذاب عن هؤلاء والتي هي فاصلة بين حياتهم ، وبين عذابهم (لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) أي حكم عاجلا ، فيما بين هؤلاء الكفار ، وبين المؤمنين ، بإنزال العقوبة على هؤلاء ، لانحرافهم عن الطريق (وَإِنَّ الظَّالِمِينَ) الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والعصيان (لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) يؤلمهم جزاء على كفرهم وعصيانهم.
[٢٣] (تَرَى) يا رسول الله ، وأيها الرائي (الظَّالِمِينَ) في يوم القيامة