ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ (٤) حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ (٥) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (٦) خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ (٧) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ
____________________________________
حسنا والمسيء سيئا (ما فِيهِ) كفاية و (مُزْدَجَرٌ) ازدجار ، مصدر ميمي ، فلو أنهم كانوا من أهل العقل والحكمة لكفاهم ما ذكرنا لهم من الوعيد ازدجارا.
[٦] ذلك الذي قلناه لهم من الأنباء (حِكْمَةٌ بالِغَةٌ) بلغتهم ، وقد كانت حكمة بوضع الشيء في موضعه ولكن (فَما تُغْنِ) ما تفيد (النُّذُرُ) الإنذارات ، بالنسبة إلى من يتعامى عنها.
[٧] (فَتَوَلَ) أعرض يا رسول الله (عَنْهُمْ) من بعد أن أبلغت وأنذرت ، ولم يقبلوا ، لأن الإنذار لا ينفع فيهم فما أهول ما ينتظرهم من العذاب في (يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ) الداعي الذي يدعوهم عند البعث ، ليقوموا للحساب (إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ) منكر فظيع ، وإنما كان منكرا ، لأن الإنسان لم يألفه ولم يشاهده.
[٨] (خُشَّعاً) جمع خاشع بمعنى الذليل (أَبْصارُهُمْ) فإن خشوع النفس يظهر من خشوع العين (يَخْرُجُونَ) في أثر النداء (مِنَ الْأَجْداثِ) جمع جدث ، بمعنى القبور (كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ) في الكثرة والتموّج وعدم النظام وانتشارهم في كل مكان.
[٩] (مُهْطِعِينَ) مسرعين (إِلَى الدَّاعِ) إلى الذي يدعوهم إلى الحساب ـ