إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٣٣) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (٣٤) وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (٣٥) فَما أُوتِيتُمْ
____________________________________
لا تتحرك من أماكنها ، وهذا بالنسبة إلى السفن الهوائية لا البخارية (إِنَّ فِي ذلِكَ) الذي ذكر من تسخير الماء والهواء ، لتسيير السفن (لَآياتٍ) دلالات متعددة من البحر والريح والسير ، وغيرها (لِكُلِّ صَبَّارٍ) يصبر عند البلاء (شَكُورٍ) يشكر عند النعماء ، فإن مثل هذا الإنسان ، الذي نضج عقله ، حتى أنه صار صبارا شكورا ، هو الذي يلتفت إلى هذه النعمة العظيمة ، ويراها الدالة على وجود الله سبحانه ، وسائر صفاته.
[٣٥] (أَوْ) إن يشأ الله سبحانه (يُوبِقْهُنَ) أي يهلك السفن ، بأن يجعل الريح عاصفة حتى تغرقها (بِما كَسَبُوا) أي كسب أهلها من الكفر والعصيان (وَيَعْفُ) الله سبحانه (عَنْ كَثِيرٍ) فإذا أهلكهم ، فببعض ذنوبهم لا بكلها ، وإلا كان الكل مقتضيا ، لإهلاك العاصي قبل ذلك ، وإن رحمهم ، فبعفوه عن جميع الذنوب ، بمعنى عدم معالجته بعقوبتها.
[٣٦] (وَ) هناك ، إذا وقفت الريح أو عصفت (يَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا) أي يجادلون لإبطال آياتنا (ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) أي لا نجاة لهم من تلك التهلكة ، وإنما خصهم ، لأنهم هناك يعترفون ، أما غيرهم ، وهم المؤمنون ، فاعترافهم دائم الأوقات.
[٣٧] وإذ بين الله سبحانه بعض نعمه على البشر في البر والبحر ، ألفت الناس إلى أن كل هذه في جنب نعيم الآخرة ، هين يسير (فَما أُوتِيتُمْ)