مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٣٦) وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (٣٧) وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ
____________________________________
أي أعطيتم أيها البشر (مِنْ شَيْءٍ) من هذه النعم فهي متاع (الْحَياةِ الدُّنْيا) أي تتمتعون بها في الحياة القريبة الزائلة (وَما عِنْدَ اللهِ) والمراد عند رتبته ، بل شرّفها ، وأعلى رتبتها عن رتبة ما في الدنيا ، وإلا فليس لله تعالى مكان (خَيْرٌ) من متع هذه الحياة (وَأَبْقى) أي أكثر بقاء ، لأنها تبقى دائم الأبد ، وأنها (لِلَّذِينَ آمَنُوا) بأن صحت عقيدتهم (وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) في أمورهم ، وذلك دليل الإيمان ، حيث يرون الله سبحانه ، مالك كل شيء ، وبيده أزمة كل شيء.
[٣٨] (وَالَّذِينَ) عطف على «للذين» والمعنى أن ما عند الله سبحانه ، إنما هو لمن اتصف بهذه الصفات (يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ) مثل الزنى والقمار والربا ، وترك الصلاة ، والزكاة ، وما أشبه ، وإنما قال «كبائر الإثم» لأن الصغائر تقع من غير المعصوم ، لا محالة (وَالْفَواحِشَ) وهي المعصية الفاحشة التي تتجاوز الحد كثيرا ، وكأن هذا أعظم من الكبائر ، أو المراد التي تسمى في العرف فاحشة ، كالزنى واللواط والسحق وما أشبه (وَإِذا ما غَضِبُوا) «ما» زائدة للتأكيد أو مصدرية ، أي حين الغضب (هُمْ يَغْفِرُونَ) ذنب الذي أوجب غضبهم ، بأن أزادوا على الحلم ، عن المغضب غفران ذنبه.
[٣٩] (وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ) بأن أجابوه سبحانه في كل ما دعاهم إليه