وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ
____________________________________
من أمور الدين (وَأَقامُوا الصَّلاةَ) خصصها بالذكر لأهميتها ، ولصعوبتها على الإنسان ولأنها إذا استقامت ، نهت عن الفحشاء والمنكر بطبعها (وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ) يتشاورون في أمورهم ، هي «فعلى» من المشاورة ، وهي المفاوضة في الكلام ليظهر الحق ، والمراد بالأمور ، هي جميع شؤونهم ، التي لم يجعل لها الله حدا خاصا ، وذلك من المستحب ، في الزواج ، والبيع ، والإجارة ، والتعلم ، والاكتساب ، وغيرها ، وقد تمسك بعض ممن تأثرت أفكارهم بأنظمة الغرب ، بهذه الآية ، لتصحيح الديمقراطية الغربية ، من أحزاب ، وبرلمان ، ومجلس الشيوخ ، وانتخابات ، وما أشبه ، وهذا بالإضافة إلى أنه غلط في نفسه ، وإن وقع فيه كثير من بلاد الغرب ، كما التثليث «في الدين المسيحي» غلط وقعت فيه جماعات كثيرة ، مخالف للإسلام ، ولم يطبقه المسلمون في يوم من الأيام ، وذلك دليل عدم فهمهم من الآية ذلك ولم يفسرها الرسول أو الأئمة عليهمالسلام بذلك ، فلنأخذ أهل السنة أنهم قالوا ، بأن الرسول مات بلا تعيين ، فأبو بكر خليفة بالقوة ـ كما يظهر ذلك لمن راجع تاريخ السقيفة ـ وعمر بالوصاية من أبي بكر فقط ، وعثمان بجعل من عمر في ستة فقط ـ وإن سماه شورى ، وهل نصب الملوك لشخص في مشاورة سداسية تعتبر انتخابات على ما يريدون هؤلاء؟ وعلي عليهالسلام بانتخاب الثوار وجماعة من أهل المدينة ، وإن كثرت الأصوات له بالنسبة إلى سابقيه نوعا ما ، ومجيء علي إلى الحكم ، لأنه عرف نفسه أحق ، لا لأنه انتخب ، ولذا قال في خطبة الشقشقية «وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى» و «أرى تراثي نهبا» ، والحسن عليهالسلام بالوصاية ، أو انتخاب جماعة من أهل