الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ
____________________________________
فجعلت تراجع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإذا قال لها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حرمت عليه هتفت وقالت : اشكوا إلى الله فاقتي وحاجتي وشدة حالي ، اللهمّ فأنزل على لسان نبيك ، وكان هذا أول ظهار في الإسلام. وقالت : انظر في أمري جعلني الله فداك.
فنزل على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الوحي ، ثم قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : ادعي زوجك فتلا عليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «قد سمع الله» إلى تمام الآيات ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : هل تستطيع أن تعتق رقبة؟ قال : إذا يذهب مالي كله والرقبة غالية وأنى قليل المال فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : هل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ فقال : والله يا رسول الله إني إذا لم آكل ثلاث مرات كلّ بصري وخشيت أن تعشى عيني ، قال : فهل تستطيع أن تطعم ستين مسكينا؟ قال : لا والله إلا أن تعينني على ذلك يا رسول الله ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : إني معينك بخمسة عشر صاعا وإني داع لك بالبركة ، فأعانه صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك (١).
[٣] ثم بين سبحانه ذم «الظهار» بقوله (الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ) أيها المؤمنون (مِنْ نِسائِهِمْ) أي يقولون لهن : «أنت كظهر أمي» فإن هذا اللفظ كان طلاقا في الجاهلية ، ومعناه : أنه كما يحرم على ظهر الأم ، كذلك تحرمين أيتها الزوجة علي ، وقد أقر الإسلام كون هذا اللفظ محرّما للزوجة ، إذا اجتمع فيه شروط الطلاق ، من كونه بمحضر العدلين وما أشبه ، إلا أنه حرم الطلاق بهذا النحو وجعل الرجوع فيه الكفارة (ما هُنَ) أي لسن الزوجات ، المقول فيهن هذا القول (أُمَّهاتِهِمْ) فإن مجرد اللفظ لا يجعل من الزوجة أمّا (إِنْ
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٩ ص ٤٠٨.