أُمَّهاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (٢) وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا
____________________________________
أُمَّهاتُهُمْ) أي أمهات هؤلاء المظاهرين (إِلَّا) النساء (اللَّائِي) جمع التي (وَلَدْنَهُمْ) فلا أمومة حقيقية بين المظاهر والمظاهر منها (وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ) فإن تشبيه الزوجة بالأم قول منكر ، فلا شرعية لهذا القول ، وكل شيء لا يكون له حقيقة ولا شرعية فهو باطل (وَزُوراً) أي كذبا ، فإن المظاهر إذا جعل ظهر امرأته كظهر أمه ، ولم يكن بحقيقة كان كذبا ، لكن لا ييأس القائل من عفو الله وفضله فإن أبواب التوبة مفتوحة (وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ) كثير العفو عن العصاة (غَفُورٌ) لذنوبهم. وأما الفرق أن العفو هو عدم العقاب ، وذلك لا يلازم الستر بحيث لا يكون ذنبه ظاهرا ، كما نرى أن الحكومات قد تعفوا عن مجرم لكن جرمه مذكور ثابت في الدفتر ، أما الغفران فهو الستر للمعصية ، حتى تمحى عن ديوانه سبحانه.
[٤] ثم جاء السياق ليبين حكم الظهار وما يترتب عليه (وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ) المظاهرة مشتقة من «الظهر» والإتيان ب «من» لأن الظهر يبتدأ من جانب المرأة (ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا) بأن يريدون الرجوع إلى النساء ونقض كلامهم السابق المقتضي للتحريم فاللازم عليهم لحلية الوطي ورجوع الزوجة كما كانت (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ) أي يجعل عبدا مملوكا حرا بالعتق ، وإنما قيل له رقبة بعلاقة الجزء والكل (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا) أي يمس أحد الزوجين الآخر ، وهو كناية عن الجماع ، فإن الجماع لا يحل قبل التحرير