ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٣) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ
____________________________________
(ذلِكُمْ) ذا إشارة إلى التحرير و «كم» خطاب ، أي أن وجوب التحرير عليكم مما (تُوعَظُونَ بِهِ) والوعظ هو التحرير عن عمل يوجب العقاب ، فإن ترك التحرير والمماسة موجب للعقاب لأنه عصيان (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ) من المماسة بدون الكفارة أو بعدها (خَبِيرٌ) عالم مطلع ، فلا تفعلوا ما يوجب عليكم عقابا.
[٥] (فَمَنْ) ظاهر من زوجته وأراد العود و (لَمْ يَجِدْ) أي لم يتمكن من عتق رقبة إما لعدم وجود المال لاشترائه ، أو لعدم وجود أصل العبد ـ كما في زماننا ـ فكفارته صيام (شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ) التتابع هو التوالي ومجيء الواحد بعقب الآخر ، أي أن يصوم شهرين بلا فصل إفطار يوم بين أيام الشهرين (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا) أي يجامعا الرجل والمرأة (فَمَنْ) ظاهر و (لَمْ يَسْتَطِعْ) العتق ولا الصيام وأراد الرجوع فعليه إطعام (سِتِّينَ مِسْكِيناً) أي فقيرا بأن يشبع بطنهم أو يعطي لكل واحد ثلاثة أرباع من الحنطة ـ مثلا ـ (ذلِكَ) الحكم بالكفارة للمظاهر المريد للعود إنما شرع (لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) أي ليرسخ الإيمان في قلوبكم فإن رسوخ الإيمان إنما هو بتتابع الأعمال والتكاليف ، فإن التكاليف توقظ القلب وتقوي الملكة فيه ، وحيث إن الإيمان كسائر الصفات شيء تدريجي يحدث آنا بعد آن ، صح الإتيان بالفعل باعتبار المستقبل ، كقوله «اهدنا الصراط» وقد تقدم تفصيله (وَتِلْكَ) الكفارات