حُدُودُ اللهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ (٤) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ (٥) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا أَحْصاهُ اللهُ وَنَسُوهُ وَاللهُ عَلى كُلِّ
____________________________________
(حُدُودُ اللهِ) أي هي الحدود للإيمان التي قررها الله سبحانه ، فلا يسمح للمؤمن الخروج منها ، بالعصيان ، كما لا يسمح للإنسان أن يخرج من حدود المدينة نحو الأعداء (وَلِلْكافِرِينَ) بحدود الله المنكرين لها (عَذابٌ أَلِيمٌ) مؤلم موجع.
[٦] (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ) حاده بمعنى خالفه (وَرَسُولَهُ) بأن لا يمتثلون أوامرهما (كُبِتُوا) أي أذلوا وأخزوا ، من الكبت بمعنى الإذلال (كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من الكفار والمشركين ، وإذلالهم بنصرة الإسلام عليهم في الدنيا ، وعذابهم في الآخرة (وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ) أي علائم وأدلة (بَيِّناتٍ) واضحات ظاهرات ، على أصول العقيدة ، وأحكام الشريعة ، فلا عذر للشخص أن يقول لم أعرف ولم أدر (وَلِلْكافِرِينَ) بالآيات (عَذابٌ مُهِينٌ) يهينهم ويذلهم.
[٧] والعذاب المهين إنما هو في (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ) أي يحييهم ويحشرهم (جَمِيعاً) فلا يترك منهم أحد ، ولا مفر لأحد من بأسه سبحانه (فَيُنَبِّئُهُمْ) أي يخبرهم الله (بِما عَمِلُوا) إخبارا لأجل العذاب ، فإن المجرم يعد جرمه أولا ثم يعاقب لئلا يقول عذبت ظلما (أَحْصاهُ اللهُ) أي عدده سبحانه في كتابه وحفظه (وَنَسُوهُ) فإن الغالب إن الإنسان ينسى أعماله التي عمل بها (وَاللهُ عَلى كُلِّ