وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٩)
____________________________________
فنهاهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عن ذلك وقال «قد أبدلنا الله بخير من ذلك تحية أهل الجنة السّلام عليكم» والاستفهام في قوله «ألم تر» للإنكار ، أي لماذا يفعل هؤلاء هكذا (وَيَقُولُونَ) هؤلاء اليهود والمنافقون (فِي أَنْفُسِهِمْ) أي بعضهم لبعض أو خلجانا في صدورهم (لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِما نَقُولُ) أي لو كان محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم نبيا حقا ، فهلا ينزل الله علينا العذاب؟ أليس ذلك دليل على أنه ليس بنبي؟ ويأتي الجواب لاستفهامهم التعنتي هذا (حَسْبُهُمْ) أي كافيهم عقوبة (جَهَنَّمُ) التي (يَصْلَوْنَها) أي يدخلونها يوم القيامة (فَبِئْسَ الْمَصِيرُ) أي المرجع والمحل لسكناهم ، أما عدم تعذيب الله فلأنه لا يعذب الله في الدنيا كل عاص ، وإلا ما ترك على ظهرها من دابة.
[١٠] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ) بعضكم مع بعض (فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ) أي لا تفعلوا كفعل المنافقين واليهود ـ كما سبق ـ (وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ) أي بأفعال الخير ، كأن يناجي أحدهم الآخر بأن ينفق في سبيل الله (وَالتَّقْوى) كأن يناجيه في ترك معصية أو فعل طاعة مما يتقي به عن عذاب الله (وَاتَّقُوا اللهَ) أي خافوا عقابه (الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) أي إلى حسابه وجزائه تنتقلون بعد المبعث والحياة الآخرة.