إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٠) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ
____________________________________
[١١] (إِنَّمَا النَّجْوى) الذي يتعاطاه الكفار والمنافقون (مِنَ) أعمال (الشَّيْطانِ) وإيحاءاته ، وإنما يوحي إلى أوليائه بذلك (لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا) بأن يظنوا أن المتناجين ينقلون فيما بينهم خبرا محزنا ، أو يدبرون مؤامرة ، أو يستهزئون بالمؤمنين أو ما أشبه (وَلَيْسَ) نجواهم (بِضارِّهِمْ) أي لا يضر المؤمنين (شَيْئاً) فان النجوى ليس إلا عملا باطلا لغوا (إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) فإن الله مطّلع على نجواهم ، فإن اقتضت حكمته أن لا يحول بينهم وبين ما دبروا من المكر ، كان يضرهم ، أما إذا لم يرد الله سبحانه ضرر المؤمنين حال بينهم وبين ما يدبرون بالنجوى ، فاللازم أن يتوجه المؤمنون إلى الله بالضراعة ليدفع كيد الكفار والمنافقين عنهم (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) بأن يكلوا أمرهم إليه سبحانه ، فإنه نعم الحفيظ.
[١٢] وإذا فرغ السياق من بيان أدب من آداب المجالس ، بذكر بعض الأمور المرتبطة بالنجوى ، بمناسبة تحدث المرأة مع الرسول حول الظهار ، الذي كان حوارا في المجلس ومما يحدث في المجالس ، جاء السياق ليبين أدبا آخر من آداب المجالس فقال سبحانه :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ) والقائل أيّ شخص كان (تَفَسَّحُوا) أي اتسعوا (فِي الْمَجالِسِ) بأن تجمعوا أنفسكم في