ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ
____________________________________
(ذلِكَ) أي إعطاء الصدقة قبل النجوى (خَيْرٌ لَكُمْ) لأن فيه تحصيل الثواب ، وأداء الواجب ، والدلالة على السخاء ، وتعظيم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَأَطْهَرُ) لأن التصدق يطهّر النفس من الرذيلة والشح (فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا) ما تتصدقون به قبل النجوى (فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ) يستر عليكم ترك ذلك (رَحِيمٌ) بكم فلا يكلّفكم التصدق بل يجوّز لكم النجوى بدون الصدقة ، وستره سبحانه إنما هو بعدم إيجابه التصدق ، حتى يأثم المناجي بدون التصدق ، فلا يقال : لا مجال لقوله «غفور» في المقام ، إذ الغفران عن الذنب ولا ذنب في المقام؟ ولما نزلت هذه الآية لم يتقدم أحد من النجوى إلا الإمام كما سبق ، فأنزل الله سبحانه رفع الحكم بقوله :
[١٤] (أَأَشْفَقْتُمْ) أي هل خفتم من الفقر أيها المسلمون (أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ) للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (صَدَقاتٍ)؟ وكان الإتيان بالجمع باعتبار كون «النجوى» جنسا شاملا لأفراد متعددة ، فلكل فرد صدقة ، وهذا استفهام توبيخي ، بأنه كيف تركتم هذه الفضيلة للخوف من الفقر مع العلم أن الصدقة لم تكن محددة ، فكان يكفي القليل منها (فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا) أي لم تتصدقوا ، وتركتم النجوى بخلاف من الإنفاق (وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ) بأن عفى تقصيركم في هذه الفضيلة فاعملوا بسائر أحكام الإسلام فقد رفع عنكم هذا الحكم فلا مانع بعد ذلك من النجوى بدون الصدقة (فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) بالإتيان بها بحدودها (وَآتُوا الزَّكاةَ) أي