وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٣) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ
____________________________________
أعطوها (وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ) في سائر أوامرهما (وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) فأنتم بعينه وتحت اطلاعه ، فلا تعملوا ما يخالف أوامره حتى تستحقوا العقاب.
قال الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ) كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم فكلما أردت أن أناجي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قدم درهما (١) ، أقول : قوله «ءأشفقتم» لا ينافي عدم وجود النسخ في القرآن ، لأن الظاهر كون الأمر بتقديم الصدقة في الآية السابقة ، كان امتحانيا من قبيل رؤيا إبراهيم عليهالسلام ، ولإظهار فضيلة الإمام عليهالسلام ـ كذا يقول المنكرون للنسخ ـ.
[١٥] وبمناسبة ما تقدم من النجوى ، أتى السياق ليبين احترام السر وأنه لا يجوز إظهاره للأعداء (أَلَمْ تَرَ) يا رسول الله ، أو أيها الرائي (إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا) بالصداقة والوداد (قَوْماً) من الكفار (غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ) قال في المجمع : والمراد به قوم من المنافقين كانوا يوالون اليهود ويفشون إليهم أسرار المؤمنين (٢) (ما هُمْ) أي ليس هؤلاء المنافقين (مِنْكُمْ) أيها المؤمنون (وَلا مِنْهُمْ) أي من الكفار ، بل
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٧ ص ٢٩.
(٢) مجمع البيان : ج ٩ ص ٤١٩.