الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٢٢)
____________________________________
الْإِيمانَ) بالألطاف الخفية بهم حيث رآهم في طريق الحق.
(وَأَيَّدَهُمْ) أي قوّاهم الله سبحانه (بِرُوحٍ مِنْهُ) أي بروح من عنده تعالى ، فإن المؤمن الصامد توجد فيه روح قوية توجب التزام أحكام الله سبحانه ، حتى أن أقوى أسباب الكفر لا تتمكن من زحزحته (وَيُدْخِلُهُمْ) الله في الآخرة (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) أي من تحت أشجارها وقصورها (الْأَنْهارُ) من عسل وخمر ولبن وماء حال كونهم (خالِدِينَ) أي دائمين باقين (فِيها) أي في تلك الجنات (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) حيث علم فيهم الإيمان الراسخ والعمل الصالح (وَرَضُوا عَنْهُ) بما منحهم من الفضل والإيمان في الدنيا والجنان في الآخرة (أُولئِكَ) المتصفون بتلك الصفات (حِزْبُ اللهِ) جماعته وأتباعه ـ في مقابل حزب الشيطان ـ (أَلا) فلينتبه السامع (إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الذين فازوا وظفروا بخير الدنيا وسعادة الآخرة ، قالوا نزلت هذه الآية في «حاطب» حيث كاتب أهل مكة يخبرهم بإقبال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم نحوهم للفتح ، بعد ما كان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم نهى أصحابه أن يفشوا الخبر ، فلما عوتب في ذلك ، اعتذر بأن أهله في مكة فأراد أن يكون له يد على أهلها ، حتى لو كانت الدائرة على المسلمين راعى أهل مكة يده عندهم ، فلا يؤذوا زوجته وأهله.