لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ
____________________________________
رأوا ما يفتح الله عليهم من القرى قالوا : ليفتحن الله علينا الروم وفارس فقال المنافقون : أتظنون أن فارسا والروم كبعض القرى التي غلبتم عليها؟ فأنزل الله هذه الآية (١).
[٢٣] ثم جاء السياق ليبين وظيفة المسلم أمام الكافر ، وأنه يلزم عليه أن لا يواد الكافر مهما كان ، خلافا لأولئك المنافقين الذين كانوا يوادون الكافرين (لا تَجِدُ) يا رسول الله ، أو أيها المسلم (قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) إيمانا صحيحا (يُوادُّونَ) الموادة المحابة ، من باب «المفاعلة» (مَنْ حَادَّ اللهَ) أي خالف الله (وَرَسُولَهُ) بترك أوامرهما والكفر بهما ، والمعنى : إنه لا تجتمع موالاة الكفار مع الإيمان ، فمن والاهم فليس بمؤمن ، وان أظهر الإيمان (وَلَوْ كانُوا) أي كان الذين يحادون الله ورسوله (آباءَهُمْ) ، أي آباء المؤمنين (أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) بأن قربت قرابتهم ، فإن الكفر يقطع قرابة المؤمن بالكفار وإن بقي رجحان بعض أقسام الصلة ، إذا كان الكافر أبا أو أما أو ما أشبه ، كما قال سبحانه ، (وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً) (٢) (أُولئِكَ) الذين لا يوادون الكفار (كَتَبَ) الله أي أثبت (فِي قُلُوبِهِمُ
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٩ ص ٤٢١.
(٢) لقمان : ١٦.