أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ (١٩) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (٢٠) كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (٢١)
____________________________________
لا يذكرونه سبحانه حتى يخافوا منه ، فينقلعوا عن النفاق والعصيان (أُولئِكَ) المنافقون (حِزْبُ الشَّيْطانِ) جماعته وأتباعه (أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ) الذين خسروا دنياهم وآخرتهم ، فإن الدنيا تزول ، ولهم في الآخرة النار.
[٢١] ثم انتقل السياق من المنافقين ، إلى كل مخالف لله ورسوله (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ) أي يتجاوزون حدوده بالمخالفة (وَرَسُولَهُ) فيما جاء من الأحكام (أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ) فلا أحد أذل منهم في الدنيا والآخرة ، وكأن الأذلون فرقة سابقة على الإسلام ، فهؤلاء المحادون في زمن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أو بعده داخلون في أولئك ، وكأن هؤلاء أكثر ذلّا وهوانا من العصاة من المؤمنين ، وبهذا الاعتبار عبر عنهم بالأذل ، أو أنهم أذل من الكافر غير المحادد.
[٢٢] وهل يظن هؤلاء المحادون أن عملهم يثمر لهم نجاحا ، أو للإسلام هبوطا؟ كلا! فقد (كَتَبَ اللهُ) في اللوح المحفوظ وقرر (لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي) على كل محاد ومخالف ، وقد جرب العالم صدق هذه المقالة ، فالآخذون بزمام العالم حتى في هذا اليوم المظلم هم الرسل كموسى عليهالسلام وعيسى عليهالسلام ومحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولهم من الأتباع أكثر من نصف أهل العالم ، ومناهجهم سارية ـ قليلا أو كثيرا ـ في كل العالم (إِنَّ اللهَ قَوِيٌ) على نصر أنبيائه (عَزِيزٌ) غالب في سلطانه ، فلا يتمكن أحد على أن يغلبه أو يغلب رسله ، وقد روي أن المسلمين لما