فِيها خالِدُونَ (١٧) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ (١٨) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ
____________________________________
فِيها خالِدُونَ) إلى الأبد ، وقد روي أن الآيات نزلت في منافق كان يجالس اليهود ويأخذ عنهم نفاقا ، فلما اطلع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم على أمره نهاه ، فقال للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه يأخذ عنهم صفته صلىاللهعليهوآلهوسلم الموجودة في التوراة ، وحلف على ذلك كذبا وتغطية لأمره ، لكن الوحي فضحه وفشى أمره.
[١٩] هم أصحاب النار في (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ) أي هؤلاء المنافقين يحييهم بعد الممات للحساب والجزاء (جَمِيعاً) بغير أن يترك منهم أحدا وهذا التأكيد لئلا يحتمل أحد أنه يترك ، كما هو الشأن في الدنيا إذ يترك بعض القوم ـ جهلا أو نسيانا ـ في الدعوات العامة وما أشبهها (فَيَحْلِفُونَ لَهُ) أي الله سبحانه ، بأنهم كانوا مؤمنين في دار الدنيا (كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ) في الحال ظانين أن الله لا يعلم أمرهم ، وينطلي عليه كذبهم بمجرد الحلف (وَيَحْسَبُونَ) أي يظنون (أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ) بأن أيمانهم الكاذبة تروج هنا ، كما كانت تروج في الدنيا لدى المؤمنين (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ) في كلامهم ويمينهم فلا تروج الأيمان المكذوبة هناك ، بل يعرفون بالكذب والدجل.
[٢٠] (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ) على هؤلاء المنافقين (الشَّيْطانُ) أي استولى عليهم ، والاستحواذ هو الاستيلاء ، من «حاذ» بمعنى «حاز» كالذي يحوز شيئا لنفسه ويختاره لشخصه (فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ) حتى أنهم