وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (٧)
____________________________________
المطلوب ، إذ لا يخلو أمر الفيء بين أن يكون للرؤساء ، كالجاهلية ، أو للمسلمين كالغنائم ، أو للرسول وآله ، وإذ قد نفي الأول لأنه يوجب احتكار المال بين الأغنياء ، والثاني لأن المسلمين لم يتعبوا في تحصيله حتى يستحقوا شيئا ، لم يبق إلّا الثالث.
ثم لما كان هذا الحكم شاقّا عليهم نزل قوله : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ) أي أعطاكم من الأحكام (فَخُذُوهُ) أي تمسكوا به واعملوا بفحواه (وَما نَهاكُمْ عَنْهُ) وبين لكم حرمته (فَانْتَهُوا) عنه ولا ترتكبوه (وَاتَّقُوا اللهَ) أي خافوا عقابه فلا تخالفوه (إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) لمن ترك أوامره وخالفه. قال في المجمع ـ ناقلا ـ إن الآية نزلت في رؤساء المسلمين قالوا له : يا رسول الله خذ صفيك والربع ودعنا والباقي فهكذا كنا نفعل في الجاهلية وأنشدوه
لك المرباع منها والصفايا |
|
وحكمك والنشيطة والفضول |
فنزلت الآية فقالت الصحابة سمعا وطاعة لأمر الله وأمر رسوله (١).
[٩] ثم بين سبحانه وصف الطوائف الأربع من آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الذين خصص بهم الفيء ـ الذي لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ـ وليس ما يأتي من الوصف إلا كحكمة للتشريع حال نزول الآيات لا إنها أوصاف مشروطة دائما.
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٩ ص ٤٣٢.