فلم يجدوا معها شيئا ، فقال الزبير : ما نرى معها شيئا ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : والله ما كذبنا على رسول الله ، ولا كذب رسول الله على جبرائيل ، ولا كذب جبرائيل على الله جل ثناؤه.
والله إن لم تظهري الكتاب ، لأذهبن برأسك إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالت : تنح يا علي عني حتى أخرجه ـ حيث علمت أن الإمام يفعل ذلك لو لم تعطه الكتاب ـ فأخرجت الكتاب من قرونها فأخذه أمير المؤمنين عليهالسلام وجاء به إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال رسول الله : يا حاطب ما هذا؟ فقال حاطب : والله يا رسول الله ما نافقت ولا غيرت ولا بدلت وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله حقا ، ولكن أهلي وعيالي كتبوا إلي بحسن صنع قريش إليهم فأحببت أن أجازي قريشا بحسن معاشرتهم ، فقام عمر وأراد أن يضرب عنق حاطب مستأذنا رسول الله في ذلك ، لكن حاطبا توجه إلى الرسول يستصرخه ، فعفا عنه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمر عمر بالكف عنه فنزلت الآيات (١) ، تحذيرا للمسلمين أن يكرر منهم مثل ذلك.
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (١)
[١] (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) نبتدئ باسم الإله الذي له ما في الكون المستحق لجميع المحامد ـ فإن الله علم على هذا الذات ـ وهل هناك أحق بتقديم اسمه من اسم الله تعالى؟ وذكر الاسم دون أن يقال «بالله» للاحترام حتى أن اللازم أن يشرع بذكر الاسم ، لا بذكر نفس الذات ، الرحمن الرحيم الذي رحمته وسعت كل شيء ، وله رحمة خاصة بالمؤمنين ، كما قالوا في لفظ «الرحيم» أنه خاص بعباده المؤمنين.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢١ ص ١١٢.