وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (١) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (٢) لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ
____________________________________
شيء ، وسأجازيكم عليها (وَمَنْ يَفْعَلْهُ) أي يفعل الإسرار بالمودة (مِنْكُمْ) أيها المؤمنون (فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) أي عدل عن طريق الحق إلى المهلكة ، وسواء الطريق : وسطه.
[٣] (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ) أي إن يصادف كفار مكة لكم أيها المؤمنون في الحرب (يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً) يبادرونكم بالمحاربة ، فعل العدو بعدوه ، وهذا لنفي ما زعمه حاطب من أنهم أحباؤه ، فتأتي الآية لتبين إن إظهار حبهم له ولعائلته إظهار مكذوب لا حقيقة له (وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ) أيها المؤمنون (أَيْدِيَهُمْ) بالضرب والقتل (وَأَلْسِنَتَهُمْ) بالسب والقذف (بِالسُّوءِ) أي بما يسيئوكم ، فلا يتركون وسيلة من وسائل الإساءة إلا عملوها بالنسبة إليكم (وَوَدُّوا) أي أحب هؤلاء الكفار (لَوْ تَكْفُرُونَ) أنتم بالله كما كفروا هم ، فلا يسبب إهلاككم مودّة أمثال هؤلاء الكفار فإنه :
[٤] (لَنْ تَنْفَعَكُمْ) أيها المؤمنون (أَرْحامُكُمْ) أي قراباتكم (وَلا أَوْلادُكُمْ) والمعنى لا يحملنكم التحفظ على القرابة والأولاد على مخالفة الله والرسول وموادة الكفار ، كما فعل حاطب حيث أراد التحفظ على أهله بمكة فخالف الرسول بأن كتب إلى الكفار ، يعلمهم بقصد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فتح مكة (يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ) الله (بَيْنَكُمْ) فيدخل أهل