وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣) ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٤)
____________________________________
والأعمال المنكرة (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ) أحكامه وشرائعه (وَالْحِكْمَةَ) بأن يعرفوا وضع الأشياء مواضعها ، فإن الحكمة هي وضع الشيء موضعه (وَإِنْ كانُوا) هؤلاء الأميون (مِنْ قَبْلُ) أي قبل أن يأتيهم الرسول (لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أي في انحراف ظاهر ، فلا عقائد صحيحة ولا أعمال صالحة ولا عادات طيبة ، ولا أخلاق فاضلة ، يعني أنه يوصلهم إلى أرقى مراقي الكمال ، وإن كانوا قبل ذلك في أبعد متاهات الضلالة.
[٤] (وَ) يعلّم (آخَرِينَ مِنْهُمْ) أي من أولئك الأميين ، ممن يأتي بعدهم إلى يوم القيامة ، وكونهم منهم إما باعتبار أنهم من نسلهم أو باعتبار أنهم بالإيمان يكونون من جنس أولئك (لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) «لمّا» لما لم يقع وينتظر وقوعه ، أي لم يلحقوا ـ بعد ـ بهم ، مع أنه ينتظر لحوقهم (وَهُوَ الْعَزِيزُ) الغالب في سلطانه فيتمكن من الهداية للآخرين (الْحَكِيمُ) الذي يضع الأشياء مواضعها.
[٥] (ذلِكَ) أي الإرسال ، بالنسبة إلى المرسل بأن جعله نبيا ، أو بالنسبة إلى المرسل إليهم بأن شرفهم بأن هداهم (فَضْلُ اللهِ) لطفه ورحمته (يُؤْتِيهِ) أي يعطيه (مَنْ يَشاءُ) من عباده لكن المعلوم أن الله لا يعطي شيئا إلا حسب الحكمة ، بمن كان صالحا للإعطاء ، (وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) الذي فضله أعظم من فضل كل ـ ذي فضل ، وإعطاء كل معطي.