يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ
____________________________________
[٢] (يُسَبِّحُ لِلَّهِ) أي ينزه الله من النقائص ، تنزيها إما تكوينيا ، لأن في كل شيء له آية دالة على أنه خالق عالم قدير ، وإما بلسان تفقهه (ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) السماء وما فيها ، والأرض وما فيها فإن الظرف قد يطلق على الإثنين ، كما أن المظروف قد يطلق على الإثنين (الْمَلِكِ) السلطان على الكون بقول مطلق ، فإن سلطة ما عداه تعالى مجازية (الْقُدُّوسِ) المنزه عن كل نقص ، من قدس بمعنى تنزه (الْعَزِيزِ) الغالب في سلطانه (الْحَكِيمِ) الذي يفعل الأشياء بالحكمة والصلاح.
[٣] (هُوَ) الله تعالى (الَّذِي بَعَثَ) أي أرسل (فِي الْأُمِّيِّينَ) الأمي منسوب إلى الأم والمراد بهم العرب ، سموا بذلك إما لأنهم من أهل «أم القرى» أي مكة المكرمة ـ المسماة بذلك لأن القرى دحيت من تحتها ـ وإما لأن الغالب منهم لم يكونوا يعرفون القراءة والكتابة فهم ـ في جهلهم ـ كالذي خلق من الأم لا يعرف شيئا ، والبعث في الأميين لا يلازم أن يكون لهم وحدهم ، حتى تدل الآية على خصوص نبوته صلىاللهعليهوآلهوسلم (رَسُولاً) لأجل هدايتهم (مِنْهُمْ) أي من أنفسهم ومن أهل بلدهم.
(يَتْلُوا) أي يقرأ (عَلَيْهِمْ) أي على أولئك الأميين (آياتِهِ) أدلّته ، أو آيات القرآن (وَيُزَكِّيهِمْ) أي يطهرهم تطهيرا علميا ، فإن المعلم الرقيب يطهر تلاميذه من أدران القلوب والجوارح بحفظهم عن الرذائل