وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩) فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠) وَإِذا رَأَوْا
____________________________________
الصلاة الجمعة (وَذَرُوا الْبَيْعَ) أي دعوا المعاملة ، والظاهر أن «البيع» من باب المثال الغالب ، وإلا فالمراد كل عمل ينافي الذهاب إلى الصلاة (ذلِكُمْ) أي السعي إلى الذكر ، وترك المعاملة (خَيْرٌ لَكُمْ) أيها المؤمنون في دينكم ودنياكم (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أي إن علمتم الأشياء لعلمتم أن السعي خير لكم.
[١١] (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ) أي أديت صلاة الجمعة (فَانْتَشِرُوا) أي تفرقوا أيها المؤمنون (فِي الْأَرْضِ) بأن يذهب كل إنسان إلى عمله الموجب للانتشار والتفرق (وَابْتَغُوا) أي اطلبوا بالكسب وما أشبه (مِنْ فَضْلِ اللهِ) رزقه ولطفه ، وهذا أمر للإباحة ، لأنه بعد الحظر ، نحو قوله (وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا) (١) (وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً) بأن تكونوا متذكرين له لسانا وقلبا ، حال الابتغاء وغيره ، فإنه مجلى القلوب عن صدأ الغفلة والمعاصي (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) أي لكي تفوزوا برضاه وإحسانه.
[١٢] قال جابر : أقبلت عير ونحن نصلي مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فانفض الناس إليها فما بقي غير اثني عشر رجلا أنا فيهم فنزلت هذه الآية ، وفي رواية إن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : والذي نفسي بيده لو تتابعتم حتى لا يبقى أحد منكم لسال بكم الوادي نارا (٢) (وَإِذا رَأَوْا) هؤلاء الذين حضروا
__________________
(١) المائدة : ٣.
(٢) بحار الأنوار : ج ٢٢ ص ٥٩.