تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (١١)
____________________________________
لصلاة الجمعة (تِجارَةً) مقبلة ، فقد كانت تجارتهم تأتي من أطراف البلاد في مواسم معينة ، فمن لم يسرع للاشتراء فاتته السلعة ، ولزم عليه الانتظار إلى الموسم الآخر لسد حاجاته بالاشتراء (أَوْ لَهْواً) وكان من عادة العير التجارية إذا جاءت أن يدق الطبل إعلاما لأهل المدينة بمجيئها وهذا هو اللهو الذي يلهي عن ذكر الله ويشغل عن الانصراف إلى الصلاة (انْفَضُّوا) أي أسرعوا (إِلَيْها) إلى تلك التجارة واللهو ـ باعتبار كل واحد منهما ـ والانفضاض هو التفرق بسرعة (وَتَرَكُوكَ) يا رسول الله (قائِماً) تخطب خطبة الجمعة ، بأن لم يبالوا بشأنك تقديما لأمر الدنيا على أمر الآخرة (قُلْ) يا رسول الله لهم (ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ) فثوابه على البقاء مستمعا خطبة الجمعة أفضل من اللهو وخير لكم (وَمِنَ التِّجارَةِ) ولعل تقديم التجارة هناك وتأخيرها هنا ، لأن هناك شروع من الأقوى يعني أنهم يذهبون للتجارة بل لما دون التجارة وهو اللهو ... وهنا شروع من الأضعف يعني أن ما عند الله خير من اللهو وما فوق اللهو وهو التجارة (وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) فلا يزعم أحد أنه لو ترك الاشتراء من العير لبقي بلا رزق ، بل الله يرزقه من واسع فضله.